شفق نيوز/ أخذت حركة الاحتجاج العراقية الشعبية المطالبة بالإصلاحات منحى جديدا في الأيام الأخيرة حيث تجاوز الصدريون فكرة النزول إلى الشارع والهتاف ورفع الشعارات المنادية برحيل المسؤولين، إلى اقتحام مقرات الأحزاب. وشهدت الساعات الأخيرة اقتحاما لمقار عدد من الأحزاب السياسية العراقية، فضلا عن التحضير لمسيرة مليونية وسط بغداد مساء الجمعة، في تحركات تنذر بصراع شيعي – شيعي يقوده مقتدى الصدر. وأقدم شبان تابعون لزعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر يطلقون على أنفسهم "الثورة الشعبية الكبرى"، على مهاجمة وإغلاق عدد من مقار الأحزاب الشيعية المشاركة في السلطة في محافظة ميسان جنوب العراق. وأغلق "شباب الثورة الشعبية العراقية" مقار حزب الدعوة الإسلامية التابعة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وحزب الفضيلة التابعة للمرجع محمد اليعقوبي، ومقر المجلس الإسلامي الأعلى التابعة لعمار الحكيم، ومقر حركة الإصلاح التابعة لوزير الخارجية إبراهيم الجعفري في مدن بغداد والبصرة والناصرية والديوانية وأحياء في ضواحي العاصمة. وذكرت مصادر عراقية أن المحتجين في محافظة الناصرية جنوب العراق قاموا بمنع الموظفين من الوصول إلى مكتب مجلس النواب التابع للمحافظة، وهم يروجون لكونهم يتحركون بناء على هدف واضح وهو استهداف القوى السياسية المعرقلة للإصلاح ومحاربة الفساد، ويعتبرون أن الأحزاب السياسية التي تم استهداف مقراتها هي المسؤولة عن تردي الأوضاع في البلاد وانتشار الفساد بهذه الكيفية. وفي قراءات أولى لهذا الطارئ الجديد يقول بعض المراقبين أن إصرار الصدر على مواصلة حراكه ولا سيما تصعيده الأخير سيكون حلقة جديدة تمهد الطريق لصراع شيعي – شيعي لا سيما مع تركيز المتظاهرين على استهداف مقار الأحزاب الشيعية. ويبدو أن بعض السياسيين العراقيين الشيعة بدؤوا قد استشعروا ذلك ومنذ مدة ولكن حاولوا إخفاء هذا المنعرج عبر محاولات لم ما يمكن من شتات البيت الشيعي حتى لا تتفاقم الأمور ولكن تعنت الصدر وإقدامه على حث أنصاره على غلق مقار الأحزاب الشيعية أخرجتهم عنه صمتهم. حيث علق عضو كتلة المواطن بزعامة عمار الحكيم محمد جميل المياحي عن تحركات الصدريين قائلا أنها "تنذر بصدام شيعي شيعي"، واصفا الجهات التي قامت باستهداف مقار الأحزاب بـ"البلطجية". كما وصف النائب جاسم محمد جعفر عن ائتلاف دولة القانون، برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مهاجمة المتظاهرين لبعض المقار الحزبية بأنها "انقلاب جديد" معتبرا أن ما قام به المتظاهرون محاولة للاستيلاء على تلك المقار، داعيا وزارة الداخلية إلى حماية المؤسسات الحكومية والحزبية في البلاد. وفي سياق متصل قام قام أعضاء اللجان الثورية باختراق الموقعين الالكترونيين لمجلس النواب ولرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي. ووضع مخترقو موقع البرلمان عبارة "ثأرا لشهداء التظاهرات السلمية"، كما نشروا صور القتلى الذين سقطوا خلال اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء مؤخرا. كما كتبوا "عندما تتباكون على مظاهرات البحرين، ولا تتباكون على أبناء شعبكم، فاعلموا أن ضميركم مبيوع للغريب". وكتب المخترقون ايضا "لقد نجحت الحكومة بامتصاص غضب البعض من الشعب بأسلوب الخداع، وقد روّجوا إلى أن الحكومة مشغولة في تحرير الفلوجة وللأسف تم خداع البعض". ودعا المتظاهرون الخميس في بيان لهم إلى تظاهرة مليونية الجمعة في ساحة التحرير في وسط بغداد بمشاركة متظاهرين من جميع المحافظات. وكانت انطلاقة تظاهرات الاحتجاج العراقية في عموم محافظات البلاد الوسطى والجنوبية في أغسطس/آب عام 2015 بدعم من المرجعية الشيعية علي السيستاني للمطالبة بإصلاحات في أوضاع البلاد السياسية والأمنية والاقتصادية ومحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين قام إثرها رئيس الوزراء حيدر العبادي بإجراء إصلاحات ترقيعية لم تنل رضا المرجعية الدينية، كما لم تقتنع بجديتها الجماهير الغاضبة.
middle-east-online