شفق نيوز/ صدمة شديدة أصيب بها الشاب ملو خلف (27 عاماً) بعد مقتل شقيقه الأكبر شاهين (28 عاماً) على يد أحد قناصة تنظيم داعش في 4 أيار/مايو 2017، عندما كان يرافق القوات الأمنية العراقية التي دهمت حي المشيرفة في مدينة الموصل. وبقي في حال صحية حرجة على مدى 10 أيام.
أنقذ طفلة مسلمة!
ولهول مصابه، لم يتمكن الشقيق ملو في البداية من الحديث، فأشار إلى أحد أقاربه هارون رشيد حسن (24 عاماً)، الذي نزح من سنجار إلى دهوك بسبب الجرائم التي ارتكبها أفراد تنظيم داعش بحق أهالي بلدته، بأن يوضح ما جرى.
وبحسب هارون، فقد كان شاهين يركب السيارة العسكرية من دون ارتداء درعه الواقي، بالتزامن مع قدوم طفلة مسلمة من الموصل كانت فارة من داعش، ومصابة بجروح في وجهها، فخرج من السيارة لإنقاذ الطفلة، ليصاب بطلقة أحد قناصة داعش في بطنه.
ويتابع الشاب بأنه تم نقل شاهين إلى المستشفى حيث أجريت له عملية جراحية تلتها عملية أخرى ثم بقي في العناية المركزة حتى تاريخ 14 أيار/مايو عندما وافته المنية متأثراً بجراحه. وبحسب الأطباء فقد أصيب بتسمم دموي بسبب الرصاصة التي اخترقت جسده آنذاك.
صديقي منذ الطفولة..
"شاهين قريبي وصديقي منذ الطفولة.. ومنذ صغرنا وحتى يوم نزوحنا كنا على تواصل دائم، وكنا نتقابل ونتحدث ونجلس سوياً بشكل شبه يومي.. كنا نعيش في منزلين لا يبعدان سوى 20 متراً عن بعضهما"، قال هارون بنبرة حزينة.
كما أشار هارون إلى انضمام شاهين، منذ نزوحه، إلى بعض المنظمات الإنسانية، حيث ساعد الكثير من الناس المحتاجين، خصوصاً الفتيات الفارات من داعش. كما أنه عمل أيضاً كمترجم مع القوات الأميركية في عملية تحرير الموصل ثم انضم إلى القوات المقاتلة كجندي أيزيدي في مواجهة داعش.
"منذ فترة كان هناك طفل أيزيدي محتجز من قبل أفراد داعش، وقام شاهين بتحريره وإعادته لأسرته"، قال هارون، موضحاً أنه ومنذ عام 2014 قام أفراد داعش "بأخذ كثير من الفتيات الأيزيديات كسبايا، وقتلوا الرجال، وأخذوا الأطفال لتجنيدهم وغسل عقولهم".
حزن شديد
بعد أن تمالك قواه، تمكن من الحديث إلى موقع "إرفع صوتك"، فقال ملو (شقيق شاهين) بصوت مختنق "كان شقيقي يعمل مع المنظمات الخيرية لمساعدة الناس والفقراء، وهو شهيد الوطن". وتابع "تألمنا جميعنا كثيراً، أنا حزين جداً جداً.. وكل من يعرف أخي أصابه حزن شديد بسبب فراقه".
وعند سؤاله إذا كان ما ارتكبه داعش بالأيزيديين قد أثّر على علاقتهم بالمسلمين، قال ملو "نحن نعلم أن هؤلاء لا يمثلون الإسلام ونحن نعرف أن المسلمين الحقيقيين ليسوا هكذا".
كما أشار خلال حديثه المقتضب إلى أن عزاء شاهين، سيكون في نفس المكان الذي نزح إليه مع أسرته بحثاً عن الأمان بعيداً عن إرهاب تنظيم داعش "نحن موجودون في دهوك في مجمع خانك (مجمع تم فيه إيواء عدد من نازحي المناطق المحيطة)، وسوف يقام عزاء شاهين في قاعة على أطراف المجمع ذاته".
الأيزيديون في مواجهة داعش
وكان الأيزيدون والمسيحيون شاركوا كمتطوعين ضمن تشكيلات عسكرية خاصة تمثل طوائفهم لقتال داعش.
وفي حديث سابق، أكّد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية، العميد يحيى رسول، أن "المسيحيين والأيزيديين موجودون في الأجهزة الأمنية والعسكرية... هم قاتلوا وقدموا تضحيات مثلهم مثل كل أبناء بلدهم من المكونات والقوميات الأخرى".
وكان الأيزيديون في العراق قد تعرضوا إلى اعتداءات واسعة ومنظمة من قبل تنظيم داعش الذي هجّرهم من بلداتهم وقراهم وأخذ نساءهم سبايا وقتل العديد منهم ضمن عمليات اعتبرت إبادة جماعية من قبل منظمات وهيئات سياسية، أبرزها الأمم المتحدة.