علي حسين فيلي/ من الامور المترتبة لان تكون فيليا، فانت مجبور ان تكون كالعربي في تعاملك وتصرفك، وتكون كورديا ملكيا اكثر من الملكيين، كعامل روسي لايعرف الكلل والملل، وشيعي اثنا عشري ملتزم، وكم هي المترتبات الاخرى، يجب الا تقول شيئا عندما تجيب الجميع، يجب الا تطلب شيئا، وتكون وهابا للجميع، والجيمع لايتحملك وعليك ان تتحمل الجميع.
لكن حين تتناقل قصتنا ابدأ بالتعريف، الفيلي: هو كوردي غير متعصب، شيعي غير متطرف، مخلص غير متملق، وحيد لا يخذل احدا، جبل الحزن ولكنه لا يحزن احدا، من الممكن ان تكون لديه صفات سيئة لكنه لا يأكل حق احد.
في المجموع صاحب هذا الضمير الانساني، نراه تارة وحيدا بوطنه (كوردستان) لكن يشترط عليه اثبات كورديته للآسايش، واثبات فيليته لمسؤولة تركمانية في الطابو ان رغب بتملك حجر، وتارة اخرى يُعزل مع الاجانب لاثبات عراقيته ببغداد بدائرة الجنسية، فالكل يبحث عن كتب تأييد وهوامش.
قضية الفيليين، اشبه بالمح داخل البيضة اذ ما كُسرت قشرتها بعامل خارجي (الغربة) انتهت حياتها، اما البيضة لو تقشرت من تلقاء نفسها في الداخل (الوطن) فعندها يبزغ فجر حياتها.
الكثير يتحدث عنا بقساوة او يحكم على واقعنا، بالاحرى هم يرون انفسهم وشخصوهم بنا. ويعتقدون ان الدنيا مكان مظلم مغمض عينيك فيها وسط نور يشع بحياتنا.
واذا صادروا كل شيء واذا اهملونا واذا ظلمونا واجحفوا بنا، ولم يضعوا في الحسبان شيء، فنحن نضع مكانا للجميع، فلدينا شجاعة نواتها الايمان بقضيتنا، اوئلك نتأسف عليهم، فهم غافلون ان روحنا حرة عاشقة لهويتنا، وهي السبب عندما نقتل الف مرة ببساطة سنولد بعدها، فبداخل اجسادنا لا يوجد لحم فقط، بل توجد افكار ورؤى، وهي مضادة للبغض والكراهية.