علي حسين فيلي / معظم الاعلام داخل إقليم كوردستان خلق اجواءً واستخدم مجموعة من العبارات والمصطلحات المنفرة للراي العام الكوردي فضلا عن تسميم اجوائه والشحن بالضد من الكورد خارج الإقليم وفي جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وهذا انتج شكوكاً في نسبة ولاء أولئك الكورد لقوميتهم، وهذا النمط قلل من ثمن القومية، ونقاء تربية الانتماء، وبالمقابل هذا سهل عملية الصهر والاذابة القومية في مشروع الاخرين تجاه أولئك الكورد فى خارج إقليم كوردستان الذين اكثريتهم أصحاب معتقدات تختلف مع مذهب الأغلبية الرائجة داخل الإقليم، وهم الفيليون، والايزديون، والكاكائيون، والشبك، ولو شغلت عداد الطائفية في الإقليم لا يقرأ مصالح أصحاب أولئك المعتقدات على الرغم من ان الحركات التحريرية الكوردية ومن دون استثناء كانت ميولها قومية وليست طائفية.
لا بد ان نقول بان الكورد من ناحية المعتقدات مختلفون، وإقليم كوردستان يتباهى بهذا التنوع بالمحافل الدولية مثلما الشعب الكوردي في السياسة والحقوق الخاسر الأكبر في اتفاقية سايكس بيكو، وتلك الشرائح الخاسر الأكبر للصراعات الاثنية والطائفية، والى اليوم لا ننسى ان بالمفاهيم الشوفينية العثمانية العراق تمّ تأسيسه، وبتلك المفاهيم تمّ الترويج للمذاهب السياسية حاليا، واليوم على القادة الكورد ان يتحدثوا عن حال مجتمعنا لا بتكفير شرائح من الشعب الذي هو بالأساس المظلوم الأكبر بين شعوب العالم، انه الى اليوم ليس لدى القيادة الكوردية نية للاعتراف بالتجاهل والتقصير لحل مشكلة تلك الشرائح، وتنتهج سياسة المتفرج تجاهها واحياناً تكتفي بالادانة لما يتعرضون له من كوارث.
من الاجدر للأحزاب الكوردستانية الذين يمتلكون تمثيلاً قوياً في الحكومة الاتحادية عدم اعلان حرب الإهمال والانتقام بسبب نتائج الانتخابات المتتالية كون تواجد تلك الاحزاب بالشارع ضعيف جدا بخاصة في بغداد، والتوجه القومي للكورد خارج الاقليم لم يتمّ استثماره بقدر ما تمّ صرف الجهود على العمل السياسي والحزبي لهم، لذا نرى كمثال على قولنا ان التوجه الطائفي الشيعي لديه حق الفيتو في عرقلة وقطع أي طريق يضرّ أهدافه السياسية، اما التوجه القومي الكوردي محصور في مكاتب ومقرات الأحزاب، والمهام التي كانت منوطة بأولئك الكورد لم تساعدهم الأحزاب على إنجازها ولم تقم هي بالنيابية عنهم بالانجاز.
ومن المفترض ولو لمرة واحدة القيادة الكوردستانية وخاصة الحزبان الرئيسان الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستانيان ان يعترفا باي انتخابات تجرى بالمستقبل القريب بأن المنتصر الأول في خارج الاقليم هو مذاهب الإسلام السياسي، لانه من خلال حضورهما لأكثر من عقد من الزمن في مناطق خارج الإقليم إضافة الى كم ليس بقليل من المنظمات والمقرات التابعة لهما ليس لديهم خطة تبعث بالامل في مجال تعزيز روح القومية داخل مجتمع كورد خارج الإقليم، والحفاظ على لغة الام، ونشر الثقافة وتاريخ النضال القومي بينهم مقابل هجوم المبغضين والاعداء ولعقود من الزمن في محو الهوية، وفي ظل ضعف الانتماء القومي ليس بإمكان حزب سياسي بتوجهات قومية ان يكسب الجمهور.
ان الحكومة في بغداد ومع مشاركة جميع المكونات فيها فهي مع ذلك ملوثة بغطاء الطائفية، والكورد خارج الاقليم ولبعث الحياة في قضيتهم وحفاظاً على انتمائهم القومي يحتاجون الى مجموعة مقومات أبرزها تراجع الأحزاب السياسة وحكومة الإقليم عن سياسة الإهمال والتهميش لهم، وعدم زعزعة صفوفهم ومنحهم الثقة بأنفسهم والتقديم الدعم المعنوي واللوجستي لهم بلا مزاجية.
ان حضور الفيليين والايزديين والشبك والكاكائيين في مفاصل التشريع والتنفيذ في الإقليم يعد ذخراً واعترافاً بأصالتهم القومية ولا يوجد أي مبرر لغيابهم وللعناد والرد عليهم، بخلاف السابق فان الطرف الأول ليس له إمكانية تبرير أي خطأ او قصور يبدر منه تجاه الطرف الثاني (الكورد خارج الإقليم)، والطرف الأخير ليس كما في الماضي فان له القدرة للدفاع عن حقوقه بالخروج عن الصمت والسكوت، واما اليوم مع التضحيات المشهودة التي تهز ضمير الإنسانية في كل أجزاء العالم، والمتمثلة بما حل بالكورد الايزديين من مصائب وكوارث الذي بها أصبحت القضية الكوردية برمتها مدينة لهم، انه يتوجب على القيادة الكوردية ان تتخلى عن نهج التضحية بالكورد خارج الإقليم وتقديهم كقرابين للقضية كما هو شائع داخل أوساط المجتمع لأولئك الكورد.