شفق نيوز/ أثارت الهجمات المتكررة على مواقع ومعسكرات لفصائل معينة تابعة لفصائل الحشد الشعبي في العراق، لا سيما في المناطق المحررة من تنظيم داعش، مخاوف هذه الفصائل من هجمات جديدة تستهدف مواقعها، خاصة الفصائل الأكثر قرباً من إيران مع اشتداد الأزمة وزيادة التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران.
وكانت طائرة مسيرة مجهولة المصدر قد استهدفت في 20 من تموز الجاري معسكر الشهداء التابع لحزب الله في مدينة طوزخورماتو محافظة صلاح الدين، سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى بينهم قادة في الحرس الثوري الإيراني.
هذا الاستهداف دليل على معلومات دقيقة جداً تمتلكها القوات الأمريكية حول ما يجري على الأرض؛ وهو ما زاد من مخاوف فصائل الحشد من استهدافات جديدة تطال معسكراتهم.
ولم يكن هذا الاستهداف هو الأول في العراق؛ فمواقع للفصائل سبق أن تعرضت لضربات أمريكية، فضلاً عن استهداف مواقع فصائل في سوريا من قبل الطائرات الأمريكية والإسرائيلية.
وترتبط هذه الفصائل بشكل واضح بإيران من خلال الحرس الثوري، وباستمرار يعقد قائد فيلق القدس قاسم سليماني لقاءات مع قادتها، بالإضافة إلى زياراته الميدانية لمواقع هذه الفصائل.
وبحسب مصادر مقربة من الحشد الشعبي، فان جميع الفصائل الموالية لإيران متخوفة من استهدافها مرة أخرى من قبل طائرات أمريكية؛ ما دفعها إلى تغيير مواقعها العسكرية وإخلاء بعض معسكراتها الرئيسة.
وقال أحد المصادر طالباً عدم الإفصاح عن هويته للخليج أونلاين إن "معظم فصائل الحشد الشعبي عملت على تغيير معسكراتها الرئيسية وإخلائها من الصواريخ والأسلحة الثقيلة".
وأشار إلى أن هذه الأسلحة جرى نقلها إلى مناطق أخرى؛ "لتجنب استهدافها جوياً من قبل طائرات يعتقد أنها أمريكية أو إسرائيلية".
كما أوضح أن عملية إخلاء وتغيير مواقع المعسكرات جرت في ساعات متأخرة من الليل، وتم سلك طرق وعرة ومكتظة بالأشجار تجنباً لاكتشاف مواقعها الجديدة.
ولفت إلى أن "بعض الفصائل حرصت على عدم إنشاء معسكرات كبيرة تجذب الانتباه، خاصة في مناطق صلاح الدين ونينوى".
المصدر ذكر أيضاً أن بعض الفصائل خزنت أسلحتها الثقيلة والصواريخ في خنادق تحت الأرض يصل عمقها إلى 3 أمتار، وعمدت إلى تقليل عدد قواتها المتمركزة في هذه المواقع، ونشرها في مواقع قريبة من المدن والقرى المأهولة بالسكان.
وكان رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أعلن في 23 من تموز الجاري، دخول بنود الأمر الديواني حيز التنفيذ على أرض الواقع، فيما يخص هيكلة قوات الحشد الشعبي، وغلق مقارها وإخراجها إلى معسكرات بعيدة عن المدن بعد زيارة خاطفة إلى إيران التقى خلالها الرئيس الإيراني حسن روحاني.